تحقيقات

البريطانيون على طريق الانتخابات

ـ لندن ـ هل يعود البريطانيون الى صناديق الإقتراع مجددا الشهر المقبل ؟

قدم رئيس الحكومة البريطانية المحافظ بوريس جونسون الى البرلمان مذكرة يدعو فيها الى انتخابات تشريعية مبكرة، في حال أقر النواب الاربعاء مذكرة الهدف منها منع أي خروج للبلاد من الإتحاد الأوروبي من دون اتفاق مسبق.

لماذا الآن ؟

عند تسلمه سلطاته رئيسا للحكومة قبل ستة أسابيع وعد بوريس جونسون بالعمل على تنفيذ بريكست في الحادي والثلاثين من تشرين الاول/اكتوبر استنادا الى نتيجة استفتاء حزيران/يونيو 2016، باتفاق مع بروكسل أو بدونه.

لكن غالبية النواب -بينهم 21 خرجوا من صفوف حزب المحافظين- أطلقوا مساء الثلاثاء آلية الهدف منها منع الخروج من دون اتفاق.

ويكرر رئيس الحكومة لمن يريد أن يسمع القول إنه لا يريد انتخابات تشريعية مبكرة، لكن هذه الفرضية قد تصبح بالنسبة اليه الحل الوحيد في حال عرقل النواب سياسته.

كيف تكون الدعوة الى الانتخابات؟

بموجب قانون صادر عام 2011 تجري الانتخابات التشريعية مرة كل خمس سنوات. ولا يمكن الدعوة الى انتخابات مبكرة إلا بعد موافقة ثلثي النواب.

بعد هزيمته في مجلس العموم مساء الثلاثاء، أعلن بوريس جونسون أمام النواب أنه سيقدم مذكرة بالدعوة الى انتخابات مبكرة في حال صوت النواب على القرار القاضي بمنعه من إخراج البلاد من دون اتفاق.

متى ستجري الانتخابات؟

ليس ثمة إشارة الى أي تاريخ في المذكرة التي تطالب بإجراء انتخابات نيابية مبكرة، لأن هذا القرار يعود الى رئيس الحكومة.

وأوضح المتحدث باسمه الثلاثاء أنه لا بد من إجراء الانتخابات المبكرة قبل موعد القمة الاوروبية المقررة في السابع عشر والثامن عشر من تشرين الاول/اكتوبر في بروكسل والتي يمكن أن تشكل آخر فرصة للتوصل الى اتفاق مع لندن قبل موعد بريكست المحدد في 31 تشرين الاول/اكتوبر.

وخلال توجيه أسئلة الى الحكومة الاربعاء، عرض بوريس جونسون تاريخ 15 تشرين الاول/اكتوبر موعدا لاجراء الانتخابات.

ماذا سيقرر النواب؟

مع عدم امتلاكه أكثرية مطلقة في مجلس العموم، بات على رئيس الحكومة الاعتماد على نواب في المعارضة لإقرار ما يريد.

ويطالب زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن بانتخابات مبكرة منذ أشهر عدة، لأنه يأمل الوصول عبرها الى السلطة. لكنه أكد أنه لن يدعم مبادرة جونسون الا في حال تمت الموافقة في البرلمان على المذكرة الهادفة الى منع الخروج من دون اتفاق.

والواقع أن بعض النواب من حزب العمال يخشون عدم التزام بوريس جونسون بكلامه والعمل على إجراء الانتخابات بعد 31 تشرين الاول/اكتوبر للدفع نحو الخروج من دون اتفاق. ويقول جون كورتيس استاذ العلوم السياسية في جامعة ستراتثكلايد إن “الاستراتيجية الأكيدة لدى المعارضة هي ترك الحكومة تتخبط”.

هل سيتم حل البرلمان على الفور؟

ليس بالضرورة. في حال صوت النواب لصالح انتخابات مبكرة على رئيس الحكومة أن يقترح موعدا لها وعلى الملكة اليزابيت الثانية ان تصدر عندها إعلانا ملكيا بهذا الصدد.

ويتم حل البرلمان قبل 25 يوما من الموعد المحد لإجراء الانتخابات.

هل تمنع الانتخابات المبكرة خروجا من دون اتفاق؟

فتح تصويت مساء الثلاثاء الباب أمام تصويت الاربعاء على قانون يجبر بوريس جونسون على طلب ارجاء الخروج ثلاثة أشهر (حتى 31 كانون الثاني/يناير 2020) في حال لم يتوصل الى اتفاق مع الاتحاد الاوروبي بحلول التاسع عشر من تشرين الاول/اكتوبر.

والوقت بات ضيقا لان رئيس الحكومة سبق أن علق أعمال البرلمان ابتداء من الاسبوع المقبل حتى الرابع عشر من تشرين الاول/اكتوبر.

ولكن في حال نجح النواب الذين يعارضون الخروج من دون اتفاق في إقرار قانونهم داخل مجلسي العموم واللوردات، فإن هذا القانون يصبح ملزما للحكومة مهما كانت نتيجة الانتخابات. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق