*محمد أبو مهادي
صحيح ان نتنياهو يسعى لكسب معركته الانتخابية، لكن تصريحاته بشأن ضم المستوطنات وغور الاردن وشمال البحر الميت هي الموقف الحقيقي والمعلن لليمين الاستيطاني الذي أصبح نتنياهو رمزاً له.
الحركة السياسية الفلسطينية سترتكب جرماً جديداً اذا ما تعاملت مع اعلان نتنياهو على انه حملة انتخابية، كما تعاملت مع كل المواقف السابقة باستخفاف وعجز وسوء تقدير وارتباك.
هنا لم تعد تجدي بيانات الإدانة وتسجيل المواقف، البلد ضاعت في ظل قيادات سياسية مراهقة، جزء مؤثر منها يخضع بالكامل لكل ما يريده الاحتلال.
لم يعد أدنى شك عند كل ذي عقل ان مسلكيات رئيس السلطة ومن في فلكه تخدم توجهات أسوأ حكومات الاحتلال على الإطلاق، واكثرها تطرفاً وعنصرية، جزء من هذه المسلكيات هو تعطيل اندلاع مواجهة شعبية مباشرة مع الاحتلال ومستوطنيه، اضافة لتقويض صمود الشعب واشغاله بالأزمات المتلاحقة.
دولة الاحتلال تدخل الطور الثالث من مراحل الإحلال والاستيلاء على الأرض الفلسطينية بعد حربي عام 1948 وعام 1967.
ما يجري يؤكد الحاجة الطارئة لتشكيل جبهة انقاذ وطني فلسطيني، تتجاوز عباس باعتباره ابرز المتواطئين على قضايا وحقوق الشعب الفلسطيني، ولا تقلقها مسألة التمثيل والشرعية، بقدر ما يكون جلّ جهدها قيادة معركة التصدي للاحتلال، واعادة بعث الأمل في العقل الجمعي الفلسطيني.
ما زال ممكناً تثبيت صمود الناس، وما زالت المواجهة مع غلاة المتطرفين في اسرائيل ممكنة وسوف تفكّ الطوق عن رقاب الفلسطينيين مهما عظمت التحديات.
*كاتب فلسطيني