تحقيقات
نتانياهو يواجه الانتقادات بعد إعلانه ضم غور الأردن إلى إسرائيل
ـ القدس ـ أثنى حلفاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليمينيين الأربعاء على تعهده ضم غور الأردن في الضفة الغربية في الوقت الذي اعتبر خصومه الإعلان محاولة يائسة للبقاء في السلطة.
وفي محاولة لإعادة انتخابه في الانتخابات العامة المقررة في 17 أيلول/سبتمبر، أعلن نتانياهو الثلاثاء وعده المثير للجدل والذي لقي إدانة شديدة من الفلسطينيين والدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي.
وأعلن نتانياهو في خطاب تلفزيوني عزمه ضم المنطقة الاستراتيجية التي تمثل نحو ثلث الضفة الغربية المحتلة حال فاز في الانتخابات.
وأكد رئيس الوزراء عزمه ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ولكن بالتنسيق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي من المتوقع أن يكشف عن خطته المرتقبة للسلام بعد الانتخابات.
ويمكن لهذه الخطوات مجتمعة أن تدمر أي آمال متبقية لحل الدولتين الذي عد لفترة طويلة أساساً لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك “أي قرار إسرائيلي بفرض قوانينها وصلاحياتها وإدارتها في الضفة الغربية المحتلة ليس له أي مفعول قانوني دولي”.
وأضاف “مثل هذا الاحتمال سيكون مدمرا لإمكانية إحياء المفاوضات والسلام الإقليمي وجوهر حل الدولتين”.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان إن خطط نتانياهو “تقوض امكانات حل الدولتين وفرص السلام الدائم”.
من جهتها، دانت دمشق إعلان نتانياهو ووصفته بأنه “انتهاك سافر” للقانون الدولي.
واعتبر مصدر في وزارة الخارجية السورية، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن إعلان نتانياهو يشكل “انتهاكاً سافراً للشرعية الدولية وقراراتها بخصوص الوضع القانوني للأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وقال القادة الفلسطينيون إن نتانياهو يدمر أي آمال للسلام، وقالت المسؤولة في منظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي إن خطته “أسوأ من الفصل العنصري”.
ووصف خصوم نتانياهو الرئيسيون في الانتخابات والمتمثلون بالتحالف الوسطي أزرق أبيض وآخرون، الإعلان بأنه محاولة واضحة لكسب أصوات اليمين القومي.
وكان بيني غانتس الزعيم البارز في تحالف أزرق أبيض قد صرح في السابق عن بقاء غور الأردن تحت السيطرة الإسرائيلية إلى الأبد، ووصف إعلان نتانياهو الأخير بأنه “فارغ ولا يرقى إلى أي شيء”.
“خطوة صغيرة”
ووصفت الأحزاب الإسرائيلية اليمينية الصغيرة التي تنافسه في الانتخابات، خطوته بالصغيرة والمتأخرة جدا.
وقال وزير النقل بيتسالئيل سموتريتش الذي انضم إلى قائمة يمينا في الانتخابات المقبلة “لماذا نتحدث عن الضم قبل أسبوع واحد من الانتخابات عندما يمكن للحكومة أن تقرر ذلك متى تريد وحتى اليوم؟”.
واعتبر مجلس المستوطنات وهو منظمة جامعة للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية القرار “حدثاً تاريخياً”.
وكان إعلان نتانياهو بداية لمساء متوتر.
وفي وقت لاحق من مساء الثلاثاء، تعثر نتانياهو على خشبة المسرح خلال خطابه الانتخابي عندما دوت صافرات الإنذار بفعل إطلاق قذائف من غزة باتجاه مدينة اسدود (أشدود) الجنوبية وأخرج من المسرح.
وجرى إسقاط كل الصواريخ بواسطة نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي “القبة الحديدية”، وعاد نتانياهو لاحقا ليعتلي المسرح قائلا إن حماس خائفة من فوزه في الانتخابات.
وقصفت إسرائيل في وقت لاحق مواقع حماس في غزة ردا على ذلك، دون وقوع إصابات.
وتمثل منطقة غور الأردن حوالى ثلث الضفة الغربية، ويقع معظمها على طول الجانب الشرقي من الأراضي القريبة من الحدود الأردنية.
وتقع معظم أراضي غور الأردن في المنطقة المصنفة (ج) في الضفة الغربية المحتلة التي تسيطر إسرائيل على 60 في المئة منها فعليا.
وقال نتانياهو إن خطته للضم لن تشمل المدن الفلسطينية مثل أريحا في غور الأردن على الرغم من انها محاطة بأراض خاضعة لإسرائيل.
واحتلت إسرائيل الضفة الغربية في حرب العام 1967 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وتعتبر المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي وعقبة رئيسية أمام عملية السلام لأنها مبنية على أرض يرى الفلسطينيون أنها جزء من دولتهم المستقبلية.
وتقول إسرائيل إن وادي الأردن مهم لأمنها. (أ ف ب)