السلايدر الرئيسيشرق أوسط

الأزمة الحكوميّة اللبنانية على مائدة ماكرون ـ عون في ييريفان اليوم تمهيدًا لنقلةٍ نوعيّةٍ في بعبدا غدًا

جمال دملج

 – بيروت – على رغم تبايُن الآراء والتقديرات في الأوساط المعنيّة بأزمة تشكيل الحكومة اللبنانيّة حول شكل السيناريو الذي سيُصار إلى اعتماده في نهاية المطاف من أجل التوصُّل إلى التسوية المرجوَّة، فإنّ ما أظهرته الساعات الأربع والعشرين الماضية من مؤشِّراتٍ تدلّ إلى وجودِ شبهِ إجماعٍ بين اللبنانيّين على وجوب ترقُّب الملامح الأوّليّة لـ “الخواتيم السعيدة” بُعيْد انتهاء لقاء الرئيسين الفرنسيّ إيمانويل ماكرون واللبنانيّ ميشال عون على هامش القمّة الفرانكفونيّة في العاصمة الأرمينيّة ييريفان اليوم الجمعة، سرعان ما أدّى إلى ترجيح كفّة التفاؤل على كفّة التشاؤم في مكيال التوازنات المحلّيّة، ولا سيّما بعدما كان الموفد الرئاسيّ الفرنسيّ إلى لبنان السفير بيار دوكان قد تطرَّق إلى هذا الموضوع، إضافةً إلى مواضيعَ أخرى، أثناء المحادثات التي أجراها البارحة مع كلٍّ من رئيس الحكومة المكلَّف سعد الحريري ورئيس مجلس النوّاب نبيه بري، والتي أكَّد خلالها على موقف بلاده القائم على أنّ التطبيق العمليّ لمقرَّرات مؤتمر “سيدر” يمكن أن يبدأ فعليًّا في أعقاب تشكيل الحكومة، معربًا عن أمله في أن يحصل ذلك سريعًا.

وإذا كان السفير دوكان قد بدا مطمئنًّا حيال التزام لبنِِان بالسير تشريعيًّا وإجرائيًّا بتلك المقرَّرات الخاصّة بمساعدة البلد على الخروج من الضائقة الماليّة والاقتصاديّة، والشروع في إعادة تأهيل البنى التحتيّة، وفتح مجالات العمل، فإنّ تجلّيات هذا الاطمئنان، معطوفةً على ما أفضت إليه محادثات البارحة مع الرئيسين الحريري وبري، لا بدّ من أن تشكِّل المحور الأبرز في أجندة لقاء اليوم بين الرئيسين ماكرون وعون، وخصوصًا إذا أخذنا في الاعتبار أنّ ثمّة تسريباتٍ تحدَّثت مؤخَّرًا عن أنّ فرنسا جادّةٌ إلى أقصى الحدود في الربط ما بين بقاء الحريري على رأس الحكومة وما بين وضع “مقرَّرات سيدر” الآنفة الذكر على سكّة التنفيذ.

على هذا الأساس، يُصبح في الإمكان القول إنّ باب التأويلات حول إمكانيّة عدم حصول الحكومة العتيدة على ثقة البرلمان بعد انتهاء مخاض تشكيلها، بحسب ما لمَّح إليه رئيس “التيّار الوطنيّ الحرّ” الوزير جبران باسيل في حديثٍ تلفزيونيٍّ الليلة الماضية، سيُقفل اعتبارًا من الآن وحتّى إشعارٍ آخر، علمًا أنّ مصادرَ نيابيّةً قريبةً من “قوى 14 آذار” لم تستبشر خيرًا إزاء ما وصفَته بـ “التصعيد المفاجىء” للوزير باسيل عشيّة عودة الرئيس عون من ييريفان، وبالتالي عشيّة لقاءٍ من المرجَّح أن يتمّ غدًا في قصر بعبدا بين رئيس الجمهوريّة والرئيس المكلَّف، ولا سيّما أنّ هذه المصادر لم تتردَّد في القول “إنّ اللعبة باتت مكشوفةً، وهي الخروج من تكليف الحريري، بإسقاط حكومته في المجلس النيابيّ”، الأمر الذي يعني في المحصِّلة النهائيّة أنّ الأنظار ستتركَّز بالتأكيد على لقاء الغد في بعبدا، أملًا في أن يؤدّي إلى إحداث نقلةٍ نوعيّةٍ كبيرةٍ في موضوع التأليف، وتفاديًا لعدم عودة الأمور إلى مربَّع الصفر من جديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق