شرق أوسط

اسرائيل تترقب نتائج الانتخابات ووسائل الإعلام تشير إلى تعادل نتانياهو وغانتس

ـ القدس ـ يجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ومنافسه الرئيسي بيني غانتس نفسيهما غداة الانتخابات العامة في طريق مسدود، بعد أرقام نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية استنادا إلى مصادر في لجنة الانتخابات، تشير الى أنهما تعادلا في المقاعد التي حصدها كل من تحالفيهما، ما يعقد مسألة تشكيل حكومة جديدة.

وقالت تلك المصادر إن كلا من حزب الليكود والتحالف الوسطي “أزرق أبيض” حصل على 32 من أصل 120 مقعدا وذلك بعد فرز تسعين في المئة من الأصوات.

ولا تعطي النتائج صورة واضحة حول من سيكلف تشكيل حكومة جديدة، نتانياهو أم غانتس ما يعزز فرضية القيام بمفاوضات لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وإذا لم يطرأ أي تغير على النتائج فإن هذا سيمثل نكسة لنتانياهو الذي كان يامل أن يشكل ائتلافاً يمينياً مماثلاً لائتلافه الحالي لأنه يواجه احتمال اتهامات بالفساد في الأسابيع المقبلة.

وإلى جانب نتائج الحزبين، ستكون تلك التي سيسجلها الحلفاء المحتملون لكل منهما حاسمة لأن الأمر يتعلق بمعرفة أي من المعسكرين سيحصل عبر تحالفات تخوله الحصول على الأغلبية المحددة ب61 نائبا في البرلمان.

مشاورات

دعا الجنرال السابق غانتس في وقت مبكر الأربعاء الى تشكيل حكومة وحدة موسعة. وقال غانتس في بث تلفزيوني من مقرّ حملته الانتخابية إنه بدأ “المشاورات السياسية لتشكيل حكومة وحدة موسعة”.

وأضاف “سأتحدث مع الجميع”، مؤكدا “منذ مساء اليوم بدأت عملية إصلاح المجتمع الإسرائيلي”، بعدما كان قد دعا إلى التصويت ضد “الفساد” و”التطرف” بدون أن يسمي نتانياهو.

وتابع غانتس أن “الوحدة والمصالحة أصبحتا أمامنا”.

من جهته، تحدث نتانياهو في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، أمام أنصاره في تل أبيب بعد انتهاء الانتخابات. وقد بدا صوته خافتا بالمقارنة مع النبرة العالية التي كان يتحدث فيها أمام قبل الاقتراع.

وقال “في الأيام المقبلة سندخل في مفاوضات لتشكيل حكومة صهيونية قوية. لن يكون هناك ولا يمكن أن يكون هناك حكومة تعتمد على أحزاب عربية معادية للصهيونية، أحزاب تنكر وجود اسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية”.

وإذا ثبتت صحة استطلاعات الرأي، فلن يكون أي من نتانياهو أو غانتس قادراً على أن يشكل حكومة مع حلفائه من دون اللجوء إلى زعيم حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان، بعد هذه الانتخابات الثانية خلال خمسة أشهر.

وأفضت انتخابات نيسان/أبريل إلى النتيجة نفسها.

إقبال عربي

يمكن لوزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان أن يبرهن على أنه “صانع الملوك” حيث تظهر النتائج الأولية أن حزبه إسرائيل بيتنا حصل على تسعة مقاعد.

وأفادت تقارير إن القائمة المشتركة التي تنضوي تحتها الأحزاب العربية ستجعل النواب العرب ثالث أكبر قوة في البرلمان مع 12 مقعدا.

ويمكن لهذه النتيجة أن تسمح للأحزاب العربية بمنع نتانياهو من البقاء في منصبه خاصة إذا ما قرروا الانضمام إلى غانتس. لكن لم يسبق أن دعمت الأحزاب العربية في اسرائيل أي شخص لتولي منصب رئيس الوزراء.

وقال رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة للصحافيين خارج منزله في مدينة حيفا الأربعاء “الفارق الرئيسي في هذه الانتخابات هو إقبال الناخبين العرب… ما من شك في أن هذا الذي أحدث الفرق ولولا ذلك لكان نتانياهو رئيسا للوزراء”.

وبعد نشر نتائج استطلاعات الرأي مساء الثلاثاء، دعا ليبرمان إلى تشكيل حكومة وحدة مع حزبه والليكود وتحالف أزرق أبيض قائلا إن البلاد تواجه “حالة طوارئ”.

وقال الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الذي يتعين عليه الآن اختيار الشخص الذي سيقوم بتشكيل الائتلاف الحكومي المقبل، إن هناك “حاجة لتجنب انتخابات ثالثة”.

وواجه نتانياهو رئيس الوزراء أكبر هزيمة في حياته السياسية بعد انتخابات نيسان/أبريل. فقد فاز حزب الليكود وحلفاؤه اليمينيون والدينيون بالأغلبية لكنه فشل في تشكيل ائتلاف حكومي.

وفضل نتانياهو التوجه إلى إجراء انتخابات ثانية بدلا من المجازفة باختيار ريفلين لشخص آخر لمحاولة تشكيل الحكومة.

“إعادة اسرائيل إلى طبيعتها”

نتيجة هذا الاقتراع حاسمة لنتانياهو لأنها تأتي قبل مثوله أمام القضاء في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر لقضايا تتعلق ب “الاحتيال و”الرشوة” و”انتهاك الثقة”.

ويعتقد الكثيرون أن نتانياهو (69 عاما) وفي حال تكليفه بتشكيل الحكومة سيطلب من البرلمان الحصول على الحصانة من المحاكمة.

وقضى نتانياهو يوم الانتخابات يحذر أنصاره في السوق الرئيسي ومحطة الحافلات المركزي عبر مكبرات الصوت من أنه على وشك الخسارة إذا لم يذهب أنصاره للتصويت.

وحذر رئيس الوزراء مرارا كما فعل في الانتخابات السابقة من أن الناخبين العرب واليساريين مقبلون على التصويت بكثافة.

ويبدو أن شعار حملة ليبرمان “لإعادة اسرائيل إلى طبيعتها” قد ترك أثرا في نفوس الناخبين.

وخاض ليبرمان حملته ضد الأحزاب الدينية المتشددة التي يتهمها بالسعي إلى فرض الشريعة اليهودية على العلمانيين في إسرائيل. وقد أعلن عزمه على الدفع باتجاه إصدار قانون يضع حدا لإعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية الإلزامية.

وقال المحلل السياسي درور يميني في مقال نشر في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، هناك مشكلة في إسرائيل… خلال الأشهر الماضية، البلد عانى من جرح دام. لقد أصبنا بمرض الكراهية”.

وأشار يميني إلى أن “حكومة على قياس اليمين أو اليسار لن تؤدي إلا إلى تعميق المشكلة وجعل إسرائيل أكثر هشاشة. نحتاج الى علاج، والعلاج الوحيد الممكن في الوقت الحالي هو الوحدة وحكومة وحدة”. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق