العالم
38 قتيلا وأضرار مادية جسيمة في زلزال باكستان
ـ جاتلان ـ تقوم فرق الإنقاذ الأربعاء بعمليات بحث عن ناجين تحت أنقاض منازل دمرها الثلاثاء زلزال شدته 5,2 درجات الثلاثاء أسفر عن سقوط 38 قتيلا ومئات الجرحى في باكستان خصوصا في منطقة كشمير الواقعة في الهيمالايا.
وهطلت أمطار غزيرة في المنطقة ليل الثلاثاء الأربعاء ما عقد تنقلات فرق الإنقاذ على الطرق التي أصبحت موحلة وزادت من الصعوبات التي يواجهها السكان. وستستمر هذه الأمطار في الأيام المقبلة.
وتجمع مئات الأشخاص الأربعاء للمشاركة في جنازة بالقرب من ميربور المدينة الكبيرة في كشمير الباكستانية التي أغلقت فيها المدارس. وقال محمد عزام الذي يشارك في الجنازة، لوكالة فرانس برس “إنه أشبه بيوم القيامة بالنسبة لنا”. وأضاف “الأعزاء الذين رحلوا لن يعودوا أبدا”.
وترتفع حصيلة ضحايا الزلزال تدريجيا مع وصول رجال الإنقاذ إلى قرى نائية وإحصائهم قتلى لم تكن قد تبلغت بهم السلطات.
وقال مسؤولان في منطقة كشمير إن 37 شخصا قتلوا. وتحدثت السلطة الوطنية لإدارة الكوارث في بيان عن سقوط قتيل في إقليم البنجاب المجاور.
وقال المسؤول في هذه الإدارة اللفتنانت جنرال محمد أفضل إن مئات المنازل تضررت أو دمرت بينها 136 منزلا دمرت بالكامل.
وتحدثت وزيرة الإعلام فردوس عاشق أعوان عن 500 جريح مؤكدة أنه سيتم دفع تعويضات للناجين.
خمسون ألف شخص تضرروا
تدفق الضحايا على المستشفيات المحلية التي وضعت في حالة طوارىء.
وقال علي بادشاش التلميذ الذي كان يعالج لكسر في ساقه في مستشفى ميربور “هز دوي كبير المنطقة بأكملها وانهار علي جدار. عندما استعدت وعي وجدت نفسي على هذا السرير”.
في قرية جاتلان المجاورة التي منيت بخسائر كبيرة، كان السكان يبحثون بين الأنقاض عن أغراض يملكونها بينما يدقق آخرون في تشققات ظهرت على جدران منازلهم.
وقال عبد الله خان الذي يعيش في جاتلان ودمر منظله بالكامل “خسرت بيتي. خسرت كل شيء”.
من جهته، أكد شمريز أختر (43 عاما) “لا نملك حتى خياما ونحن مجبرون على البقاء في الخارج. كل الغذاء الذي كنا نملكه تلف”، مشيرا إلى تشققات كبيرة في جدران منزله.
وشاهد صحافيون من فرانس برس عسكريين ينقلون خياما عديدة مرسلة إلى ضحايا الزلزال.
وحدد مركز الهزة الأرضية على بعد نحو عشرين كيلومترا إلى الشمال من مدينة جيلوم على الحدود بين ولاية البنجاب وكشمير الباكستانية، بحسب معهد الدراسات الجيولوجية الأمريكي. وقد وقعت على عمق عشرة كيلومترات.
وقال خبير في الجيولوجيا لفرانس برس إن وقوع جاتلان على شق زلزالي وبناء المنازل السيء يفسران حجم الأضرار. وتعود الحياة إلى طبيعتها تدرجيا في ميربور حيث تمكنت المباني التي شيدت وفق معايير السلامة من مقاومة الهزة بشكل أفضل.
لكن بالقرب من ميربور دمر عدد من الطرق وانتشرت فيها حفر هائلة، وانقلبت آليات وأصيبت جسور وأعمدة بأضرار كبيرة. وأعلن الجيش الباكستاني أنه نشر كتيبة مهندسيه لإصلاحات فورية.
وقال شودري روخسار العضو في مجلس كشمير لفرانس برس إن “خمسين ألف شخص على الأقل تضرروا والبنى التحتية أصيبت بأضرار جسيمة”.
وأضاف أن التيار الكهربائي وشبكات الاتصال قطعا في بعض المناطق.
وقال مساعد رئيس إدارة ميربور قيصر اورانغزب إن فرق الإنقاذ وصلت قبل قليل إلى واحدة من القرى النائية في المنطقة وتدرس الوضع هناك.
معرضة للزلازل
تقع باكستان على الحدود بين الصفائح التكتونية للهند وأوراسيا لذلك هي معرضة للزلازل.
وقتل أكثر من 73 ألف شخص وخسر حوالى 3,5 ملايين آخرين بيوتهم بعد زلزال بلغت شدته 7,6 درجات في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2005 وقع على الحدود بين كشمير الباكستان وولاية خيبر بختونخوا المجاورة.
وشعر سكان أكبر مدينتين في باكستان لاهور واسلام أباد بالهزة الثلاثاء وخرج عدد من سكانهما بسرعة من بيوتهم.
كما شعر سكان العاصمة الهندية نيودلهي بالزلزال.
وذكرت وكالة الأنباء الهندية “تراست أوف انديا” أن سكانا خرجوا بحالة هلع من بيوتهم ومكاتبهم في عدد من المناطق الهندية وخصوصا في راجستان والبنجاب وهاريانا. (أ ف ب)