شرق أوسط
الغارات على اليمن لن توقف مبادرة المتمردين للسلام
ـ صنعاء ـ أعلن مسؤول في صفوف المتمردين في اليمن الأربعاء أن الغارات الأخيرة التي وقعت في هذا البلد ونسبت إلى التحالف العسكري بقيادة السعودية، لن تدفع الحوثيين للتراجع عن مبادرتهم التي نصت على وقف الهجمات ضد المملكة.
وقال “وزير الخارجية” في الحكومة غير المعترف بها دوليا في صنعاء هشام شرف “أدركنا أنّهم لن يقبلوا بالمبادرة فورا”، مضيفا “سنمنحهم الوقت”.
وتابع متحدثا لمراسل وكالة فرانس برس في العاصمة الخاضعة لسيطرة المتمردين “عندما يحين الوقت في الأيام المقبلة، سنتخذ موقفا”.
وخلافاً لكلّ التوقّعات، أطلق المتمرّدون المدعومون من إيران مساء الجمعة “مبادرة سلام” عبر إعلانهم وقف الهجمات على السعوديّة “بالطيران المسيّر والصواريخ البالستية والمجنّحة وكافة أشكال الاستهداف”. وقالوا “ننتظر ردّ التحية بمثلها أو بأحسن منها” من جانب الرياض.
لكن مناطق سيطرة الحوثيين تعرّضت خلال الأيام الماضية لغارات نسبت إلى التحالف بقيادة السعودية.
وبحسب الأمم المتحدة، قتل 22 شخصا في غارتين خلال الأيام الماضية.
ووقعت الاولى في 23 أيلول/سبتمبر في السواد بمحافظة عمران الشمالية عندما استهدفت إحدى الضربات مسجدا، وقتل فيها سبعة مدنيين بينهم نساء وأطفال من أسرة واحدة.
كما قتل الثلاثاء 15 شخصا مدنيا و أصيب 15 آخرون عندما ضربت غارات جوية منزلا في منطقة الفاخر بمحافظة الضالع جنوب اليمن.
ورغم هذه الضربات ومقتل مدنيين فيها، قال شرف “المبادرة مستمرة، وسنصبر. إذا أرادوا السلام، فنحن له أيضا. وإذا لم يريدوا السلام، فهم يعلمون أننا سنضربهم بقوة”.
ومنذ 2014، يشهد اليمن حرباً بين المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي، وقد تصاعدت حدّة المعارك في آذار/مارس 2015 مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري دعماً للقوات الحكومية.
وأوقعت الحرب حوالى عشرة آلاف قتيل وأكثر من 56 ألف جريح منذ 2015 بحسب منظمة الصحة العالمية، غير أنّ عدداً من المسؤولين في المجال الانساني يعتبرون أن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير.
وجاءت مبادرة الحوثيين بعد نحو أسبوع على تبنيهم هجمات استهدفت في 14 أيلول/سبتمبر منشأة خريص النفطيّة الواقعة في شرق السعودية، وأضخم مصنع لتكرير الخام في العالم يقع في بقيق على بعد نحو مئتي كيلومتر شمالاً من خريص.
لكن الولايات المتحدة قالت إنّ الهجمات انطلقت من إيران، وليس من اليمن، وهو ما نفته طهران.
وفي أول رد فعل على مبادرة المتمردين، أعلن وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير السبت أنّ الرياض ستراقب مدى جدية تطبيقها، موضحا “نحكم على الأطراف الأخرى بناء على أفعالها وأعمالها، وليس أقوالها”. (أ ف ب)