العالم

واشنطن تشدد العقوبات على طهران رغم الدعوات لعقد لقاء بين ترامب وروحاني

ـ الامم المتحدة ـ عززت الولايات المتحدة الأربعاء العقوبات الإقتصادية على إيران، ما قد يبعد أكثر فأكثر احتمال تمكن الأوروبيين من تحقيق تقدم في مساعيهم داخل أروقة الأمم المتحدة لعقد لقاء بين دونالد ترامب وحسن روحاني.

وكان الرئيس الأمريكي قد توعد الثلاثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ب”تشديد” العقوبات على إيران “ما دامت مستمرة في سلوكها التهديدي”.

وبالفعل، أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأربعاء فرض عقوبات على شركات صينية متهمة بـ”نقل نفط من إيران” في “انتهاك” للحظر الأمريكي على هذا البلد.

وأضاف بومبيو “نقول للصين ولجميع الدول:+عليكم ان تعلموا أننا سنفرض عقوبات على أي خرق لعقوباتنا التي تستهدف أي نشاط+” مع ايران.

والكرة الآن في ملعب الرئيس روحاني الذي يفترض أن يلقي خطاباً الأربعاء أمام الجمعية العامة. غير أن إيران لا تزال حتى الآن تشترط مسبقاً رفعاً للعقوبات قبل الدخول في حوار مباشر مع الأمريكيين.

الظروف ملائمة

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كثّف تحركاته في اليومين الأخيرين بين نظيريه الأمريكي والإيراني، قد اعتبر مساء الثلاثاء أن “ظروف استئناف سريع للمفاوضات” قد “تهيأت”.

ورأى ماكرون أنه “يعود الآن لإيران والولايات المتحدة أن تستغلا هذه الظروف” من خلال عقد “لقاء” بين روحاني وترامب أو من خلال عملية ترتدي طابعا “تدريجيا” أكثر.

وقبل مغادرته نيويورك مساء، أطلق ماكرون دعوةً أخيرة لعقد لقاء ثنائي سيكون تاريخياً بين البلدين العدوين هذا الأسبوع خلال الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة. وقال ماكرون “إذا غادر” روحاني “البلد من دون أن يلتقي الرئيس ترامب فستكون هذه حقاً فرصة ضائعة لأنّه لن يعود قبل عدّة أشهر”.

وسيكون أي لقاء بين ترامب وروحاني الأول على هذا المستوى بين البلدين منذ الثورة الإسلامية في عام 1979 وقطع العلاقات الإيرانية الأمريكية. والهدف منه تخفيف التوتر الذي لم يكف عن التصاعد خلال الأشهر الأخيرة ووصل لذروته منذ الهجمات في 14 أيلول/سبتمبر على منشأتين نفطيتين سعوديتين، التي نسبها الغربيون إلى طهران.

وأطلق الرئيسان الأمريكي والإيراني في الأيام الأخيرة مواقف متباينة، فقد أكدا على الخلافات بينهما، وتبادلا أحياناً التهديدات، لكن بدون أن يغلقا تماماً الباب على لقاء بينهما.

مسألة أوكرانيا

وكان ترامب، الذي يحبذ دوماً عقد لقاءات “تاريخية”، قال الثلاثاء “يريدون التفاوض، هذا أمر جيد، لكننا لم نتفق بعد”. ومن المقرر أن يختتم بعد ظهر الأربعاء مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في مؤتمر صحافي.

وسبق أن وجه روحاني من جهته رسالةً في مقابلة مع “فوكس نيوز” القناة المفضلة لدى ترامب، تؤكد أن على الرئيس الأمريكي خلق “مناخ من الثقة المتبادلة” إذا كان يريد فعلياً الحوار مع إيران.

وذكّر روحاني بأن ترامب “قوّض هذه الثقة” بقراره سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015.

وتابع روحاني أنه إذا “تمت إعادة” هذه الثقة عبر رفع العقوبات، حينها سيكون مستعداً للتفاوض على اتفاقات أخرى مع الولايات المتحدة.

ويبدو بذلك أن الاتفاق النووي الذي اعتبر “تاريخياً” يمكن تجاوزه. وبعدما دافعت عنه الأطراف الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، المملكة المتحدة) بشدة، إلا أنها تدعو الآن إلى “اتفاق جديد” أكثر شمولية، على غرار الولايات المتحدة. وشددت برلين وباريس ولندن النبرة إزاء إيران مع تحميلها “مسؤولية” الهجمات في السعودية.

وقال بومبيو ساخراً “يقول البعض إنهم اصطفوا إلى جانب الولايات المتحدة، أنا أقول ببساطة إنهم قد فتحوا أعينهم”.

بالإضافة إلى إيمانويل ماكرون، كثفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ونظيره الياباني شينزو آبي، اللقاءات والمساعي للتقريب بين ترامب وروحاني.

كما أكد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أن الرئيس الأمريكي كلفه القيام بوساطة مع إيران.

وعدا عن ملف إيران، سلطت الأضواء أيضاً على دونالد ترامب الأربعاء بسبب الملف الأوكراني الذي هز الطبقة السياسية الأمريكية.

وشرع النواب الديموقراطيون الثلاثاء بعملية لعزل الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الذي يشتبه بأنه طلب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي التحقيق بشأن جو بايدن المرشح الديموقراطي الذي يحتمل أن يواجهه عام 2020.

والمفارقة أنه من المقرر أن يلتقي ترامب بنظيره الأوكراني الأربعاء في الأمم المتحدة. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق