تحقيقات
نكسة جديدة لجونسون في مجلس العموم وسط تأزم في ملف بريكست
ـ لندن ـ تعرّض رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون الخميس لنكسة جديدة بعدما رفض النواب البريطانيون دعوته إلى تعليق وجيز لعمل المجلس خلال المؤتمر السنوي لحزب المحافظين، مما يسلّط الضوء على المعارضة الشديدة التي يواجهها في مجلس العموم قبل أسابيع من موعد دخول بريكست حيّز التنفيذ.
وفي نكسة هي السابعة له في مجلس العموم، صوّت النواب على رفض طلبه تعليق عمل المجلس الأسبوع المقبل ثلاثة أيام خلال انعقاد المؤتمر السنوي لحزبه.
ومن عادة مجلس العموم أن يعلق جلساته خلال المؤتمرات السنوية للأحزاب السياسية التي تعقد في أيلول/سبتمبر، لكن التصويت على رفض طلب جونسون جاء في أوج توتر حول ملف بريكست.
وقضت المحكمة العليا الثلاثاء بإلغاء قرار جونسون تعليق عمل المجلس لخمسة أسابيع ووصفته بأنه غير قانوني، معتبرة أنه يؤثر سلبا على النواب قبل شهر من موعد دخول بريكست حيّز التنفيذ.
وعقد مجلس العموم الأربعاء جلسة صاخبة لم يبدِ خلالها جونسون أي تراجع بل تعهّد المضي قدما في خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي، باتفاق أو بدونه.
وفي جلسة الأربعاء وجّه جونسون مرارا انتقادات لمجلس العموم على خلفية تمرير ما وصفه بأنه “قانون استسلام” يطالبه بالسعي إلى إرجاء بريكست إلى ما بعد 31 تشرين الأول/أكتوبر إذا ما فشل في التوصل لاتفاق مع الاتحاد الأوروبي.
واستدعت انتقاداته اتّهامات لا سيّما من شقيقته ريتشل بزرع الشقاق في البلاد المنقسمة حيال ملف بريكست منذ الاستفتاء الذي أجري في العام 2016.
تصريحات “عديمة الذوق”
وعلى الرغم من أن جونسون تولى رئاسة الحكومة في تموز/يوليو إلا أن تهديده بإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 تشرين الأول/أكتوبر باتفاق مع بروكسل أو بدون اتفاق وضعه في موقع صدامي مع عدد كبير من النواب.
وتصويت الخميس هو السابع على التوالي الذي يخسره رئيس الوزراء في مجلس العموم حيث لم يعد يحظى بالغالبية وحيث تعارض الأكثرية الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق.
والأربعاء كان التوتر على أشدّه في المجلس خلال جلسة مناقشة دامت ثلاث ساعات ندد فيها جونسون بقرار المحكمة العليا واتّهم نوابا بتقويض بريكست.
وتحدّث جونسون عن نواب خانوا الاستفتاء، وأثار غضبا عارما بقوله إن “تنفيذ بريكست” هو أفضل طريقة لتكريم جو كوكس، النائبة المناهضة لبريكست التي توفّيت إثر تعرّضها لإطلاق نار ولعملية طعن نفّذها مناصر للنازية خلال حملة الاستفتاء.
وطالبه أصدقاؤها بتهدئة اللهجة، لكن جونسون واصل هجومه واصفا هواجس طرحتها نائبة بأنها “هراء”.
وكتب براندن زوج جو كوكس تغريدة جاء فيها “أشعر ببعض الاستياء إزاء زج اسم جو بهذا الشكل”، فيما وصفت ريتشل جونسون تصريحات شقيقها بأنها “عديمة الذوق”.
وقال زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن إن خطاب رئيس الوزراء “لا يمكن تمييزه عن (خطاب) اليمين المتطرف”.
ويبدو أن الصدمة لم تقتصر على معارضي جونسون اذ بدا أعضاء في حزب المحافظين مرتبكين حيال تصريحاته التي جاءت في توقيت تزايدت فيه التهديدات للنواب.
كذلك انتقدت بروكسل تصريحات جونسون، وقال ممثل بريطانيا في المفوضية الأوروبية جوليان كينغ إن خطاب رئيس الحكومة كان “متغطرسا وخطيرا”.
لكن المتحدث باسم جونسون رفض تقديم أي اعتذار، وقال إن رئيس الحكومة “يعتقد أننا بحاجة إلى إيجاد حل لقضية بريكست لأنها تسبب قلقا وانزعاجا في البلاد”.
الاتحاد الأوروبي “لا زال ينتظر”
ولن يحول انعقاد مجلس العموم الأسبوع المقبل دون انعقاد المؤتمر السنوي لحزب المحافظين لكنّه قد يؤثر على مواقيت الكلمات الرئيسية.
ومن المقرر أن يلقي جونسون كلمته في ختام المؤتمر في مانشستر الأربعاء، لكنه سيتعيّن عليه العودة إلى مجلس العموم للرد على أسئلة النواب.
والخميس التقى جونسون نواب حزبه، وقال أحدهم إن موقفه يحظى بتأييد واسع، وهو سيجمع وزراءه لبحث الخطوات المقبلة.
وأكدت رئاسة الحكومة أن جونسون مصمم على التوصل لاتفاق مع بروكسل ينظّم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو يأمل في التوصل لاتفاق مع قادة التكتل في اجتماع سيُعقد في 17 و18 تشرين الأول/أكتوبر.
ويصل وزير بريكست البريطاني ستيف باركلي الجمعة إلى بروكسل لإجراء محادثات مع كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه.
ويقول الاتحاد الأوروبي إنه لم يتلقَّ من بريطانيا أي مقترحات شاملة لاتفاق جديد.
وأكد بارنييه أن الاتحاد الأوروبي مستعد لبحث أي اقتراح قانوني أو عملي تقدّمه المملكة المتحدة، مضيفا “ما زلنا ننتظر”.
وعرض جونسون تنظيم انتخابات للخروج من المأزق الحالي، لكن نواب المعارضة أعلنوا معارضتهم للاقتراح ما لم يتم استبعاد خيار خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق. (أ ف ب)