أوروبا
قمة بروكسل تشكل اختبارا للقادة الاوروبيين في مواجهة إردوغان
ـ بروكسل ـ تشكل القمة الأوروبية الخميس اختبارا لقادة الاتحاد الأوروبي الذين أضعفت مصداقيتهم بسبب عجزهم أمام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان المصمم رغم كل شيء على مواصلة حملته في سوريا وعمليات التنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص.
وقال دبلوماسي رفيع الخميس ان “اوروبا تواجه ازمة عميقة وطويلة سببها التدخل العسكري التركي في شمال شرق سوريا وانتهاك سيادة قبرص عبر مواصلة عمليات التنقيب غير القانونية من جانب الاتراك قبالة سواحلها”.
واعترض الاتحاد الاوروبي بشدة على ذلك، مع امكان فرض عقوبات على استمرار عمليات التنقيب وقرار دوله الاعضاء وقف اي عملية بيع اسلحة جديدة لانقرة. لكن ذلك لم يجد، مع رفض اردوغان وقف عمليته في سوريا مستندا الى المواقف المتقلبة للرئيس الامريكي دونالد ترامب في موازاة تقاربه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
واوردت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني اثر اجتماع وزراء الخارجية في لوكسمبورغ الثلاثاء “ندخل منطقة نزاع مع تركيا. من يستطيع لجم اردوغان؟ انه سؤال ثمنه مليون دولار”.
هذا السؤال سيطرح مساء الخميس على قادة الاتحاد الاوروبي خلال عشاء عمل في اطار قمتهم في بروكسل.
واقر رئيس الوزراء الفرنسي ادوار فيليب الاربعاء بان الجواب سيكون صعبا. وقال امام مجلس الشيوخ الفرنسي “في ضوء القرارات التركية والاحادية التي تظهرها تركيا، لن نتردد عن المطالبة والادانة والتشجيع، لكن تحقيق (أمور ملموسة) سيكون اصعب بكثير”.
على رؤساء الدول والحكومات ان يحسموا امرهم، وشدد دبلوماسيون عديدون كبار في بروكسل على “اهمية الحفاظ على وحدة الدول ال28 في وجه اردوغان، وكذلك في وجه بوتين وترامب”.
ولم يستبعدوا احتمال اللجوء الى عقوبات “على ان يبقى ذلك رهنا بتطور الوضع”.
واكدوا ان تركيا المرشحة لعضوية الاتحاد منذ 1987 “هي شريك مهم للاتحاد الاوروبي وحليف استراتيجي داخل حلف شمال الاطلسي”.
لكنهم نبهوا الى “انها تنتهك الحدود القبرصية عبر عمليات التنقيب غير القانونية” و”تدخلها في سوريا يشكل خطرا على أمن دول الاتحاد الاوروبي”، وذلك بعدما اعلنت القوات الكردية اضطرارها الى وقف مشاركتها في التصدي لارهابيي تنظيم داعش بهدف التفرغ لمواجهة الجيش التركي.
هامش محدود للتحرك
وصرح رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في مقابلة مع فرانس برس “على اوروبا ان تستعد لاحتمال (تدفق) موجة جديدة من المهاجرين واللاجئين”.
ويبقى هامش تحرك الاوروبيين محدودا. وقالت مصادر في الحلف الاطلسي إن مفاوضات انضمام انقرة الى الاتحاد الاوروبي تراوح مكانها في وقت يستحيل طردها من الحلف الأطلسي.
وعلى القادة الاوروبيين ان يحسموا امرهم في ملف آخر يثير خلافات: طلبا انضمام شمال مقدونيا والبانيا، وخصوصا بعد مواجهة بين وزيري البلدين في لوكسمبورغ واحالة القضية على قمة بروكسل.
وتوقع دبلوماسي ان “يكون النقاش شاقا لان الجدل سياسي بامتياز”، علما بان فرنسا تعطل بدء المفاوضات وترفض بحث كل ترشيح على حدة.
واوضح مصدر قريب من رئيس المجلس الاوروبي البولندي دونالد توسك أن الاخير “مقتنع بان عدم فتح مفاوضات انضمام البلدين سيكون خاطئا وخصوصا أن غالبية كبيرة تؤيد” ذلك.
وردت وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الاوروبية أميلي دو مونشالان “نحن لا نرفض، بل نطالب فقط بتطبيق كامل للمعايير التي حددت في حزيران/يونيو 2018”.
وعلق دبلوماسي رفيع معني بالمشاورات “الدول الاعضاء تواجه معضلة. فمن جهة، يدافع البعض عن ضرورة ارساء الاستقرار في غرب البلقان، ومن جهة أخرى ثمة شكوى من الوهن الذي اصاب عملية التوسيع”.
وقال نظير له “النقاش سيتم عاجلا ام آجلا، ووحدهم القادة يمكنهم حسم الامر”. (أ ف ب)