رياضة
بطولة إسبانيا: برشلونة وريال مدريد يتوصلان لاتفاق حول الموعد الجديد للكلاسيكو
ـ مدريد ـ توصل فريقا برشلونة وريال مدريد على الثامن عشر من كانون الأول/ديسمبر المقبل موعدا جديدا للكلاسيكو الذي كان مقررا في 26 تشرين الأول/أكتوبر الحالي ضمن المرحلة العاشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم، وتأجل الجمعة بسبب التوتر الناجم في إقليم كاتالونيا بعد أحكام السجن بحق قياديين انفصاليين.
وكان من المقرر أن تقام المباراة بين ريال مدريد المتصدر بفارق نقطتين عن برشلونة بطل الموسمين الماضيين، على ملعب الثاني “كامب نو”، لكن مجموعات كاتالونية مؤيدة للانفصال دعت الى تظاهرة في برشلونة في اليوم ذاته للمباراة المرتقبة احتجاجا على سجن تسعة قياديين انفصاليين ما بين تسعة و13 عاماً بسبب دورهم في محاولة الإقليم الانفصال عن إسبانيا عام 2017.
وكانت رابطة الدوري طلبت الاربعاء من الاتحاد المحلي نقل المباراة المرتقبة الى العاصمة “بسبب الظروف الاستثنائية الخارجة عن سيطرتنا”، قبل أن تعلن الجمعة عن تأجيلها وطلبت من الناديين “الاتفاق على موعد جديد للمباراة”، مع تحديد مهلة حتى يوم الاثنين الساعة العاشرة صباحا (الثامنة بتوقيت غرينيتش). وبحال عدم التوصل لاتفاق من قبل الناديين سوف يتخذ الاتحاد القرار بنفسه.
لكن الغريمين التقليديين توصلا بسرعة إلى اتفاق حول الثامن عشر من كانون الأول/ديسمبر المقبل، وهو الموعد الذي كان اقترحه الخميس النادي الكاتالوني على لجنة المسابقات.
وينتظر الناديان الآن الموافقة على الموعد الجديد من الاتحاد الإسباني للعبة الذي يفضل إجراءها في السابع من كانون الأول/ديسمبر والذي سيكون يوم سبت وهناك إمكانات أكبر للنقل التلفزيوني ولكن الأمر يتطلب تأجيل مباراتي برشلونة مع ريال مايوركا، وريال مدريد مع إسبانيول.
الثامن عشر من كانون الأول/ديسمبر سيكون يوم أربعاء وسيشهد مباريات كأس الملك، ولكن برشلونة وريال مدريد لن يشاركا في تلك المرحلة من المسابقة المحلية.
وفي بيان له الجمعة، أكد برشلونة أنه “أبلغ الخميس لجنة المسابقات في الاتحاد الاسباني رغبته بعدم اللعب في ملعب سانتياغو برنابيو (التابع لريال) بحسب اقتراح رابطة الدوري الاسباني… كانت رغبة النادي خوض الكلاسيكو في ملعب كامب نو في 26 تشرين الاول/اكتوبر”.
وأضاف “لكن نظرا لقرار التأجيل.. وطلب اقتراح موعد جديد، يقترح النادي 18 كانون الاول/ديسمبر”.
وتابع “يتمتع النادي بأعلى درجات الثقة في السلوك السلمي لأعضائه ومشجعيه الذين يعبرون دائمًا عن أنفسهم بأسلوب مثالي في ملعب كامب نو”.
وأردف قائلا “ومع ذلك، بعد تلقي قرار لجنة المسابقات في الاتحاد الاسباني بتأجيل المباراة بسبب ما وصفته +ظروفا استثنائية+ ونظرًا لأن المسألة تحديد الموعد الجديد باتت على عاتق الناديين من أجل الاتفاق عليه قبل يوم الاثنين، فإن النادي سيقترح 18 كانون الأول/ديسمبر”.
استبعاد تغيير المكان
وبدوره أوضح ريال مدريد في بيان لاحقًا “يرغب ريال مدريد في أن يبلغ أن التاريخ المقترح من كلا الناديين هو 18 كانون الأول/ديسمبر”.
وأوضح برشلونة في بيانه أنه “يأسف للإزعاج” الذي سببه للجماهير وسيقوم باسترداد التذاكر للمشجعين الذين قاموا بشراء تذاكر المباراة التي كانت مقررة في 26 الحالي.
ويشهد إقليم كاتالونيا توترا منذ قضت المحكمة العليا الإسبانية الاثنين بسجن تسعة قياديين انفصاليين ما بين تسعة و13 عاماً بسبب دورهم في محاولة الإقليم الانفصال عن إسبانيا عام 2017.
كما حكم على ثلاثة أعضاء آخرين سابقين في الحكومة الكاتالونية هم قيد إطلاق سراح مشروط، بدفع غرامات لإدانتهم بتهمة العصيان.
وفي أعقاب صدور الحكم، أصدر القضاء الإسباني مذكرة توقيف أوروبية ودولية جديدة بحق رئيس كاتالونيا السابق كارليس بوتشيمون.
ومثل الانفصاليون الـ12 أمام المحكمة لتنظيمهم في الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2017، استفتاء لتقرير المصير رغم حظر القضاء لذلك، شهد مواجهات مع الشرطة، بالإضافة لإعلانهم في 27 تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه استقلال كاتالونيا، الذي لم يدخل حيز التنفيذ، بعدما أقره البرلمان المحلي.
وانعكس التوتر المتجدد اضطرابات ليلية مطلع الاسبوع، بلغت ذروتها ليل الثلاثاء الأربعاء حين قام عشرات المتظاهرين برمي قوات الشرطة بالمقذوفات وإشعال حاويات القمامة وعلب الكرتون.
وأدت المواجهات الى إصابة العديد من الأشخاص وتوقيف العشرات في برشلونة وعدد من مدن الإقليم الانفصالي.
وكان نادي برشلونة قد انتقد في بيان الإثنين الأحكام الصادرة، معتبرا بأن “الحوار السياسي” ضروري عوضا عن السجن. وأوضح “بنفس الطريقة التي لم يساعد الحكم بالسجن الوقائي في حل النزاع، فإن الحكم بالسجن الذي صدر اليوم لن يساعد أيضا، لأن السجن ليس هو الحل”.
وتعيد التطورات الأخيرة ملف كاتالونيا إلى صلب النقاش السياسي في إسبانيا قبل أقل من شهر على الانتخابات التشريعية المقررة في 10 تشرين الثاني/نوفمبر.
وتسببت محاولة انفصال هذه المنطقة الغنية الواقعة شمال شرق إسبانيا بأسوأ أزمة سياسية عرفتها البلاد منذ نهاية حقبة ديكتاتورية فرانكو عام 1975.
وتريد الحكومة الإسبانية أن يسمح هذا الحكم بفتح صفحة جديدة واستئناف الحوار السياسي في المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 7,5 مليون نسمة. لكن الانفصاليين الذين لا يزالون يمسكون بالحكومة المحلية يريدون تعبئة مؤيديهم مرةً جديدةً ودعوا إلى “عصيان مدني”. (أ ف ب)