العالم
موسم الحرائق يبلغ ذروته في كاليفورنيا وإجلاء آلاف الأشخاص
ـ غايسرفل ـ اجتاحت حرائق عنيفة الخميس مناطق مختلفة في ولاية كاليفورنيا، في شمالها كما في جنوبها، حيث التهمت ألسنة النار آلاف الهكتارات من الأراضي وأرغمت ما لا يقلّ عن 50 ألف شخص على إخلاء منازلهم احترازياً.
وفي منطقة معروفة بزراعة الكروم وإنتاج النبيذ في شمال سان فرانسيسكو، اندلع حريق “كينكايد فاير” ليل الأربعاء وانتشر بسرعة كبيرة فالتهم أكثر من ألفي هكتار من الأحراش بعد أن أجّجته رياح قوية بلغت سرعتها 120 كلم في الساعة.
وكان حوالى 500 رجل إطفاء بمؤازرة مروحيات وطائرات ترشّ المياه، يحاولون الخميس إخماده لكن من دون جدوى.
وصرّحت المتحدثة باسم فرق الإطفاء في كاليفورنيا إيمي هيد “نركض وراءه تقريباً لمحاولة متابعته”.
وتلقى حوالى ألفي شخص أوامر بإخلاء منازلهم في بلدة غايسرفل والأراضي الزراعية المحيطة بها.
وتحدّث شهود عيان عن منازل دمّرتها ألسنة اللهب لكن لم يكن هناك حصيلة رسمية متوفرة مساء الخميس.
وأعلن مكتب قائد شرطة منطقة سونوما صباح الخميس “إذا أنتم موجودون في غايسرفل، ارحلوا فوراً”.
وكتب السناتور عن ولاية كاليفورنيا مايك ماكغير في تغريدة “هذا الحريق يمتد بسرعة، يُرجى الإصغاء إلى أوامر الإخلاء”.
ولم يكن لدى الكثير من سكان غايسرفل، وقتاً كافياً لجمع بعض أغراضهم قبل رؤية النيران تقترب. وقال دويغت مونسون (68 عاماً) لصحيفة “لوس أنجليس تايمز”، “كنا نعتقد أن الحريق على بعد ثلاثة كيلومترات، لكننا لم نأخذ الريح بالاعتبار”.
ولم تحدّد السلطات المحلية بعد مصدر الكارثة لكن شركة باسيفيك للغاز والكهرباء (باسيفيك غاز اند الكتريك) أشارت إلى وقوع حادث على أحد خطوطها قرب نقطة اندلاع الحريق “كينكايد فاير”، قبل سبع دقائق من بدء الحريق، حسب ما أفادت وسائل إعلام محلية.
تحذير أحمر
وأعلنت سلطات كاليفورنيا الإنذار الأحمر في الولاية جراء الحرائق. وقد اندلعت نيران عديدة الخميس خلال النهار، خصوصاً في الجنوب، حيث أجّجتها أيضاً رياح قوية.
ولامس الحريق جوار مدينة سانتا كلاريتا في شمال لوس أنجليس، واجتاح خلال بضع ساعات حوالى ألفي هكتار من الأحراش وبات يشكّل تهديدًا للمنازل. وبحسب فرق الإنقاذ، وصل الحريق إلى منازل عدة.
وتواجه كاليفورنيا منذ سنوات جفافاً وتشهد حالياً ارتفاعاً في درجات الحرارة ورياحاً قوية مؤاتية خصوصاً للحرائق.
وقُطع التيار الكهربائي عن 180 ألف مشترك في شمال الولاية الخميس، لتجنّب أن تخلق خطوط التوتر العالي شرارات مثل تلك التي كانت مصدر حرائق غابات مدمّرة في السنوات الأخيرة. وحُمّلت شركة الكهرباء في الولاية مسؤولية حريق “كامب فاير” الذي اجتاح في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر 2018 مدينة بارادايس في شمال كاليفورنيا وأودى بحياة 86 شخصاً وتسبب بنزوح عشرات آلاف الأشخاص.
ومن الجهة الجنوبية، حذّرت شركات للكهرباء من احتمال قطع التيار عن حوالى 300 ألف مشترك احترازياً.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أودى حريق “سادلريدج” في وادي سان فرناندو في منطقة لوس انجليس الكبرى، بحياة شخصين على الأقل والتهم أكثر من ثلاثة آلاف هكتار وأتى على 31 مبنى على الأقل. وتسبب ذلك بقطع التيار الكهربائي بشكل وقائي عن مئات آلاف المشتركين. (أ ف ب)