العالم
مرشح اليسار البيروني الأوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية في الأرجنتين
ـ بوينوس ايرس ـ تشهد الأرجنتين الحد انتخابات رئاسية يرجح فوز مرشح اليسار البيروني البرتو فرنانديز فيها، على خصمه الرئيس الليبرالي المنتهية ولايته ماوريسيو ماكري وسط مخاوف من رد فعل سلبي لأسواق المال.
وقال فرنانديز خلال آخر مهرجان انتخابي له الخميس “مع تصويت الأحد علينا أن نبدأ طي الصفحة المشينة التي بدأت كتابتها في 10 كانون الأول/ديسمبر 2015” يوم فوز ماكري في الاقتراع.
وكانت الرئيسة السابق كريستينا كيرشنر المرشحة لمنصب نائب الرئيس مع فرنانديز، تقف إلى جانبه.
وإذا صدقت استطلاعات الرأي، سيفوز فرنانديز (60 عاما) من الدورة الأولى. وليتحقق ذلك عليه الحصول على أكثر من 45 بالمئة من الأصوات، أو أربعين بالمئة وفارق عشر نقاط مئوية عن خصمه. وفي حال لم يتحقق ذلك، تنظم دورة ثانية في 24 تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال بائع الورود سيرجيو ايستيفيس (48 عاما) الذي كان يرافقه ابناه “انتظر بفارغ الصبر يوم الإثنين، يوم مجيء فرنانديز وكريستينا”.
ويبدأ التصويت عند الساعة الثامنة (11,00 ت غ) على أن يستمر حتى الساعة 18,00 (21,00 ت غ). ويفترض أن تعرف النتائج الأولية اعتبارا من الساعة 21,00 (00,00 ت غ).
وتفيد استطلاعات الرأي أن الفارق بين فرناديز وخصمه تعزز لمصلحة مرشح اليسار منذ الانتخابات الأولية في آب/أغسطس التي تعتبر اختبارا عاما قبل الاقتراع الرئاسي. وقد تقدم فرنانديز فيها ب17نقطة على ماكري المرشح المفضل للأسواق.
أسوأ أزمة منذ 2001
ينهي ماكري الذي يبلغ من العمر ستين عاما أيضا، ولايته خلال أسوأ أزمة اقتصادية تعيشها الأرجنتين منذ 2001. وهي تشهد انكماشا منذ أكثر من عام وتضخما كبيرا بلغ 37,7 بالمئة في أيلول/سبتمبر ودينا هائلا ومعدل فقر متزايد يطال 35,4 بالمئة من السكان أو واحد من كل ثلاثة أرجنتينيين.
لكن المستثمرين يخشون من أن يؤدي انتخاب فرنانديز إلى عودة سياسة تدخل الدولة التي شهدتها البلاد في عهد الزوجين كيرشنر (2003-2015).
ويتساءل المحللون من سيحكم فعليا: فرنانديز الذي كان مديرا لمكتب الرئيسة كيرشنر وقبلها زوجها نستور كيرشنر الرئيس بين 2003 و2007، أو كيرشنر نفسها (66 عاما).
واصطف العديد من الأرجنتينيين المعتادين على التقلبات الاقتصادية، الجمعة أمام المصارف ومكاتب الصرف لشراء دولارات أو سحب ودائعهم.
وسعى فرنانديز إلى طمأنتهم. وقال “ليطمئن الأرجنتينيون سنحترم ودائعهم”، ملمحا الى شبح الإجراءات التي اتخذت في 2001 في الأرجنتين لإنهاء سباق على السيولة وهروب رؤوس الأموال، وسميت “كوراليتو”.
استقطاب
لكن المخرج السينمائي مارتن (50 عاما) لا يشعر بالثقة. وقد حمل الجمعة حقيبة مليئة بالعملة الأرجنتينية لشراء ثلاثة آلاف دولار من مكتب لصرف العملة. وقال “القصة نفسها تتكرر دائما”. واضاف أن “والدي خسرا كل شيء بسبب +الكوراليتو+ ولا أريد أن يحدث لي ذلك”.
ومنذ الانتخابات التمهيدية، سحب المدخرون الأرجنتينيون حوالى 12 مليار دولار من حساباتهم، أي نحو 36,4 بالمئة من مجموع الودائع.
وسيكون على الفائز في هذه الانتخابات إخراج البلاد من الازمة والتوصل إلى تحقيق توافق وهذا ليس أمرا سهلا في بلد يشهد استقطابا متزايدا.
وقبل يومين من الاقتراع، بدت الأسواق في حالة غليان.
وخلال أسبوع فقد البيزو 5,86 بالمئة من قيمته مقابل الدولار الذي يشكل تاريخيا العملة الملاذ للأرجنتينيين. (أ ف ب)