شرق أوسط

ترامب يعلن مقتل البغدادي في عملية أمريكية في سوريا

ـ واشنطن ـ أعلن دونالد ترامب الأحد مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي خلال عملية عسكرية أمريكية في شمال غرب سوريا، ما يشكل إنجازا للرئيس الأمريكي تلقاه حلفاؤه الأوروبيون بحذر.

وقال ترامب في كلمة ألقاها من البيت الأبيض “أبو بكر البغدادي قتل”.

وسبق أن أُعلن مرارا خلال السنوات الأخيرة مقتل المطلوب الأول في العالم الذي يعتبر مسؤولا عن فظاعات وجرائم عدة في العراق وسوريا واعتداءات دامية في دول كثيرة.

ومساء الأحد، أعلنت قوات سوريا الديموقراطية مقتل المتحدث باسم تنظيم داعش أبو حسن المهاجر في عملية جديدة في شمال سوريا.

وقال ترامب إن البغدادي الذي نصب نفسه “خليفة” على “دولة إسلامية” تحكمت في وقت من الأوقات بمصائر سبعة ملايين شخص على مساحة تفوق 240 ألف كيلومتر مربع تمتد بين سوريا والعراق، عام 2014، قتل “مثل كلب”.

وأكد “لم يمت بطلا بل جبانا، كان يبكي وينتحب ويصرخ وهو يركض في نفق مسدود” حفر لحمايته، مضيفا أنه فجر “سترته” الناسفة بعدما اصطحب ثلاثة من أولاده إلى النفق فقتلوا معه.

وتابع في كلمة ردّ بعدها على أسئلة الصحافيين “القبض على البغدادي أو قتله كان الأولوية المطلقة لإدارتي”.

من جهته اشاد وزير الدفاع الامريكي مارك اسبر في بيان “بيوم عظيم لأمريكا ويوم عظيم للعالم”. وأكد لشبكة سي ان ان، أن الفريق الميداني تحقق بصريا ومن خلال الحمض النووي من هوية الهدف.

وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية في 23 آذار/مارس القضاء على “خلافة” تنظيم داعش بعد طرده بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكية من جيبه الأخير في الباغوز بأقصى الشرق السوري، ليقتصر وجوده بذلك على خلايا نائمة ومقاتلين منتشرين في مناطق صحراوية.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد صباحا أن مروحيات أمريكية أنزلت وحدات كومندوس على الأرض بعد منتصف ليل السبت في محافظة إدلب (شمال غرب) في إطار عملية استهدفت قيادات في تنظيم داعش على الأرجح، مشيراً إلى وقوع اشتباكات بينهم وبين إرهابيين.

مروحيات 

وأفاد المرصد أن سربا من ثماني مروحيات نفذ الهجوم في باريشا على الحدود التركية في منطقة يتواجد فيها “عناصر من تنظيم داعش” و”تنظيم حراس الدين”، ما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل بينهم امرأتان وطفل.

وروى عبد الحميد، أحد سكان باريشا الذي قصد منذ الصباح الباكر موقع الهجوم، لوكالة فرانس برس أنه شاهد “منزلاً مدمراً، وإلى جانبه خيَم متضررة وسيارة مدنية متضررة، في داخلها شخصان مقتولان”.

وأكد ترامب أن العملية لم تؤد إلى سقوط أي جندي أمريكي لكنها أوقعت “عددا كبيرا من القتلى” في صفوف أنصار البغدادي.

وصباح الأحد طوّق مقاتلون من تنظيم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) التي تسيطر على إدلب، المنطقة مانعين الدخول إليها، على ما أفاد صحافي في فرانس برس.

وأوضح الصحافي أن المقاتلين تمركزوا حول منزل مهدوم. غير أن بعض الصحافيين تمكنوا من الاقتراب بشكل عابر من حطام المنزل المدمر تماما ورأوا جرافات تزيل الركام.

من جهة أخرى، أكد قيادي في قوات سوريا الديموقراطية رفض الإفصاح عن اسمه لفرانس برس، أن المتحدث باسم التنظيم المتطرف أبو حسن المهاجر “قتل” في عملية جديدة. وأعلن القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي على تويتر أنه “تم استهداف أبو حسن المهاجر الساعد الأيمن لأبو بكر البغدادي والمتحدث باسم تنظيم داعش في قرية عين البيضة بالقرب من جرابلس” في ريف حلب الشمالي.

وجرت العملية وفق عبدي بـ”التنسيق المباشر بين استخبارات قوات سوريا الديموقراطية والجيش الامريكي”.

وتأتي هذه التطورات بينما يشهد شمال سوريا نشاطا عسكريا مكثفا.

فقد انتشرت قوات سورية وروسية في المنطقة الحدودية السورية التركية خلال الأيام الماضية، بينما أرسل الأمريكيون تعزيزات إلى منطقة نفطية شرقا تسيطر عليها القوات الكردية، وذلك بعد هجوم باشرته تركيا على الأكراد في شمال سوريا في 9 تشرين الأول/أكتوبر وتم تعليقه في 17 تشرين الأول/أكتوبر لاستكمال انسحاب الأكراد من “منطقة آمنة” حددتها أنقرة بعمق 30 كيلومترا وطول 440 كلم.

وحرص ترامب على توجيه الشكر إلى روسيا وتركيا وسوريا والعراق والأكراد لمساعدتهم في العملية.

 “المعركة لم تنته بعد” 

تأتي تصفية البغدادي في الوقت المناسب للرئيس الأمريكي الذي يواجه انتقادات شديدة لاستراتيجيته في سوريا من حلفاء الولايات المتحدة وحتى من داخل حزبه الجمهوري.

فقد اعتُبر قراره في مطلع تشرين الأول/أكتوبر سحب القوات الأمريكية من نقاط في شمال سوريا قرب الحدود التركية بمثابة ضوء أخضر للتدخل العسكري التركي ضد الأكراد، حلفاء الغرب في محاربة تنظيم داعش.

في موسكو، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشنكوف أن موسكو لا تملك “معلومات موثوقة” عن مقتل البغدادي الذي “أعلن لمرات لا تحصى”، معتبرا أن ذلك “ليست له أي دلالة عملية على الوضع في سوريا ولا على نشاط الإرهابيين المتبقين في إدلب”.

وهنّأ قادة ومسؤولون غربيون الولايات المتحدة، مشددين على أن مقتل البغدادي لا يعني نهاية تنظيمه.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن “مقتل البغدادي لحظة مهمة في القتال ضد الارهاب، لكن المعركة ضد شر داعش لم تنته بعد”.

وصرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن مقتل البغدادي “ضربة موجعة لداعش، لكنّها لا تمثّل سوى مرحلة”، مضيفاً أنّ إلحاق الهزيمة النهائية بالتنظيم يعدّ “أولوية” فرنسا.

ويعود آخر ظهور للبغدادي إلى 29 نيسان/أبريل الماضي في مقطع فيديو دعا فيه مناصريه إلى مواصله القتال. وكان ذلك أول ظهور له منذ خمس سنوات.

وتعهد بأن تنظيمه سـ”ينتقم” للهزائم التي مني بها في سوريا والعراق، مؤكداً أن قتال الغرب معركة طويلة.

وكان الظهور الأول للبغدادي في جامع النوري في الموصل بشمال العراق في تموز/يوليو 2014، بعد إعلانه “الخلافة” وتقديمه “أميرًا للمؤمنين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق