أوروبا

يهود ألمانيا قلقون من تقدّم حزب البديل اليميني في الانتخابات

ـ برلين ـ أعرب قادة الجالية اليهودية في ألمانيا عن قلقهم الاثنين جرّاء تزايد الدعم لحزب “البديل من أجل المانيا” اليميني المتشدد في الانتخابات المحلية التي جرت في مقاطعة تورينغن بعد أسابيع فقط من اعتداء معاد للسامية.

وضاعف الحزب المناهض للمسلمين بقيادة زعيمه المحلي الأكثر راديكالية بيورن هويكه تقدمه مقارنة بالانتخابات السابقة في 2014 ليحصل على 23,4 بالمئة من الأصوات في المنطقة التي كانت شيوعية في الماضي، منتزعًا المركز الثاني من حزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الاتحاد المسيحي الديموقراطي.

وقال رئيس المجلس المركزي ليهود ألمانيا جوزيف شوستر إنه لم يعد من الممكن اعتبار نجاح حزب البديل من أجل ألمانيا ناجم عن مجرّد “أصوات اعتراض” إذ لا يمكن إنكار إيديولوجيا فرع الحزب في تورينغن اليمينية المتشددة.

وقال “أي شخص صوّت لحزب البديل من أجل ألمانيا الأحد يتشارك مسؤولية تقويض أسس ديموقراطيتنا بشكل إضافي”، مضيفًا أن الحزب جذب الناخبين عبر اللجوء إلى “حملة دعائية عنصرية رخيصة”.

واعتبرت شارلوت نوبلوخ، إحدى الناجين من المحرقة النازية والتي تترأس الجالية اليهودية في ميونخ، أن حصول الحزب على نتائج جيدة يظهر أن “أمراً يعد من الأساسيات خرج عن مساره في منظومتنا السياسية”.

وحذّرت من أن الناخبين الذين اختاروا حزب البديل من أجل ألمانيا “دعموا حزبًا مهّد منذ سنوات للتهميش والعنف”.

وأعرب كريستوف هوبنر، نائب رئيس لجنة أوشفيتز الدولية التي تمثّل الناجين من المحرقة النازية، عن مخاوفه كذلك جرّاء هذا الاتجاه.

وقال “بالنسبة للناجين من معسكرات الاعتقال الألمانية، يشكّل هذا التزايد الكبير في عدد الأصوات لصالح البديل من أجل ألمانيا مؤشراً مرعبًا جديداً يثير المخاوف من ترسّخ الاتجاهات والمواقف اليمينية المتشددة في ألمانيا”.

وجاءت النتائج الجيّدة التي حققها البديل من أجل ألمانيا رغم الانتقادات الواسعة التي تعرّض لها عقب هجوم 9 تشرين الأول/أكتوبر الذي وقع في مدينة هاله حيث حاول مسلّح يعتقد أنه من النازيين الجدد اقتحام كنيس قبل قتل شخصين خارجه.

وبعد الهجوم، أشار المسؤول الحكومي المكلّف مكافحة معاداة السامية فيليكس كلاين إلى أن حزب البديل من أجل ألمانيا أجّج المشاعر المعادية لليهود.

وتعرّض زعيم الحزب في تورينغن على وجه الخصوص لانتقادات شديدة على خلفية خطاباته المتشددة حيث طالبت شخصيات سياسة قادة الحزب بالتخلي عنه.

ووصف هويكه (47 عامًا) النصب التذكاري لضحايا المحرقة من اليهود في برلين بـ”نصب العار” ودعا إلى “تحول بـ180 درجة” في ثقافة ألمانيا المرتبطة بتذكّر الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها النازيون.

ووصفه منافسه الرئيسي في انتخابات تورينغن مايك مورينغ مرشح الاتحاد المسيحي الديموقراطي بـ”النازي” خلال حملة الانتخابات. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق