السلايدر الرئيسيتحقيقات

في غزة… التجارة الإلكترونية تتفتح الأفق للشباب للعمل وتحقيق الأرباح

محمد عبد الرحمن

– غزة – من محمد عبد الرحمن ـ لم يترك الشاب عبد الرحمن أحمد صاحب القامة الطويلة والبشرة السمراء، باباً إلا وطرقه، للبحث عن فرصة عمل بعد تخرجه، بتقدير جيد جدا من الجامعة الإسلامية، تخصص برمجيات حاسوب؛ ولكن كافة المحاولات باءت بالفشل، فأراد أن يتحدى كافة الظروف ويعمل في مجال دراسته مهما كلفه الأمر.

عبد الرحمن والذي له دراية كبيرة في عالم الإنترنت والحاسوب أردا أن يستثمر خبرته، وأن تكون مصدر رزق له، فأخذ يبحث عبر الشبكة العنكبوتية عن المواقع الربحية، والتي يوجد بها فرص عمل للراغبين، فانتهت عملية البحث في العمل مع شركة “دوبلي” للتجارة الإلكترونية، والتي تدر على العاملين فيها أرباح كبيرة.

أرباح كبيرة

ويقول في حديثه لـ””: “مهنة التجارة الإلكترونية ليست متعبة؛ ولكنها تحتاج إلى مهارة ودراية واسعة في مجال الإنترنت والمقدرة على البحث، فخلال أقل من سنة استطعت، أن أخوض في هذا المجال وحققت أرباح كبيرة، لن أتوقع أن أحصل عليها في إحدى المؤسسات في غزة”.

ويوضح، أن عدداً كبيراً من الشباب في غزة انضموا لشركة “دوبلي”؛ للعمل من خلالها عن طريق الانترنت، لأن الأموال التي يحصلوا عليها من هذه الشركة وفيرة، ويتم إرسالها أسبوعياً مقابل عملهم، مشيراً إلى أن هناك قاعة تدريب مجانية لشرح أساسيات العمل في هذا المجال، موضحاً أن هذه القاعة لتدريب من ينضمون حديثاً في مجال التسويق الالكتروني.
شرين حيمد (25عاماً)، خريجة خدمة اجتماعية من جامعة الأقصى، إحدى الفتيات اللواتي يمتهنن التجارة الالكترونية في قطاع غزة، فهي لم تكن تسعى إلى العمل في هذا المجال، وكانت بداية عملها عن طريق الصدفة مفصلة بالقول” في يوم من الأيام، وأنا أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي وجدت إعلان ممول لصفحة فتصفحتها، وكان مضمونها كيفية التجارة الإلكترونية.

شرف المحاولة

وتضيف: في البداية اعتقدت أن الأمر غريب نوعاً ما؛ ولكني أردت أن أثابر وأنال شرف المحاولة، فبدأت في البحث عن المواقع المشهورة، لجمع الإعلانات والأعضاء، وبعد فترة وجيزة تمكنت من هذا العمل، وحققت أرباحاً لا بأس منها، لافتة إلى أنها تتعرض لانتقادات من البعض كونها فتاة؛ ولكنها تضرب كلامهم بعرض الحائط كون الذي تفعله ليس عيباً على حد قولها.

سهولة العمل

وتردف بقولها “هناك عدد كبير من الشباب والفتيات من غزة يعملون في “التسويق الالكتروني”، وذلك بسبب سهولة العمل فيها، فعند الانضمام، لهذه الشركة ندفع مبلغ يقدر بـ(600دولار) أمريكي فقط للبدء بالعمل.

وتشير إلى أن هناك مواقع انترنت وشركات دخلت في مجال التسويق الالكتروني، جعلت شباب غزة العاطلين عن العمل ينضمون إليها، مبينة أن شركة التسويق العالمية “دوبلي”، من أكثر الشركات التي يعمل من خلالها العاطلين عن العمل.
ويؤكد الخبير الاقتصادي ومدير العلاقات العامة في الغرفة التجارية الدكتور ماهر الطباع إن التجارة الالكترونية غير مزدهرة بسبب عدم ازدهار الوضع الاقتصادي، وعدم وجود استقرار سياسي في فلسطين، وهي لا تزال ضعيفة وفي بدايتها؛ ولكن في حال استقرار الوضع الاقتصادي والسياسي، يمكن أن تزدهر نظرا لتطور البنية التحتية في الوطن.

انسداد الأفق

ويقول” الأزمات المتزيدة وارتفاع معدلات البطالة في قطاع غزة فتحت مواقع وشركات التسويق والتجارة الالكترونية المجال أمام عدداً من الخريجين، الذين بدءوا التعاطي معها لإيجاد فرصة عمل حتى لو كانت مؤقتة لتوفير لقمة العيش والتغلب على أزمة البطالة”.
يضيف” العمل عبر الانترنت المشكلة لا يمكن أن يحل المشكلة بشكل جزري”، معللاً ذلك أن “العمل الالكتروني ضعيف كمفهوم لدى المواطنين، بالإضافة إلى سوء الأوضاع الاقتصادية للغزيين، وعدم وجود دخل للبدء بالتعامل مع التجارة والتسوق الالكتروني.

إخلال بالأنظمة

ويشير، إلى أن عدم وجود تشريعات وقوانين فلسطينية تحول دون نجاح عمليات التجارة الالكترونية، لأن عملية التجارة يجب أن تضبط من خلال قوانين وتشريعات، لحماية المتعاملين والتجارة، وضمان عدم وجود إخلال بالأنظمة والقوانين الفلسطينية، لذلك يجب أن نوضع سياسات لنجاح التجارة الالكترونية.

في حين يقول محمد جندية مبرمج مواقع إلكترونية نخجل من أنفسنا لغياب البيئة الالكترونية الرافعة للعالم الالكتروني لا سيما، وأننا متطورون في جميع المجالات التي تمكننا من إطلاق هذه التجارة، فهناك هناك انعدام كامل للجهوزية في التعامل مع التجارة الإلكترونية، رغم كون القطاع الخاص سباق بهذه الخطوة، وهو الذي حاول الخروج من حالة الحصار والاحتلال وصعوبة الحركة باستخدام التكنولوجيا.

فوانين التجارة

يمضي قائلاً” في ظل غياب قانون للتجارة الالكترونية، وانعدام السبل الحكومية لدعم هذا التوجه، فإن موضوع التجارة الالكترونية وبشكل محزن ومؤسف قد تأخر كثيراً، رغم أن واقعنا تحت الاحتلال كان يستوجب أن يولي هذا الأمر الأهمية القصوى، رغم وجود مراجعات سابقة لقوانين التجارة؛ إلا أنه من الواضح أن كل البيئة الالكترونية، لا تزال مجمدة في أروقة الحكومة ولا يحتل أي أولوية تذكر”.

ويؤكد جندية، أن معظم الشركات العالمية والتي تعمل كطرف ثالث لتسهيل عمليات الشراء الالكتروني لا تتعامل مع البنوك المحلية، مما يصعب على أصحاب المواقع الالكترونية من تحصيل أموالهم، وبالتالي يهدد مشاريعهم بالفشل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق