أوروبا
الاتحاد الاوروبي يعتقد ان اتفاقا حول بريكست لازال ممكنا لكنه يستعد للأسوأ
– شدد العديد من وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي الاثنين بعيد وصولهم الى اجتماع في لوكسمبورغ، على أن التوصل الى اتفاق مع لندن حول بريكست لا يزال ممكنا، إلا أن التكتل يستعد في الوقت نفسه لمواجهة الأسوأ أي الطلاق بين الاتحاد الاوروبي ولندن من دون إتفاق.
ولم تتوصل مباحثات مكثفة الاحد في بروكسل الى دفع المفاوضات بين بروكسل ولندن التي لازالت تتعثر خصوصا بسبب قضية الحدود الايرلندية بعد بريكست، وذلك قبل قمة أوروبية تفتتح الاربعاء ببروكسل.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الاثنين في لوكسمبورغ “بالتأكيد انها فترة صعبة (..) هناك مسألة أو اثنتان معلقتان لكنني أعتقد أنه بامكاننا التوصل” الى حل مؤكدا تحقيق “تقدم مهم”.
وعقد الحزب الوحدوي الديمقراطي الايرلندي الشمالي الصغير عمليات التحكيم التي يتعين على رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي القيام بها للتوصل الى اتفاق.
وقال المتحدث باسم الحزب حول بريكست سامي ويلسون لصحيفة بلفاست نيوزلتر أثناء تصويت في البرلمان البريطاني “لا أرى اي اتفاق ستحصل عليه الاغلبية” مضيفا “بالتالي من المرجح أنه سيكون حتميا الوصول الى سيناريو عدم وجود اتفاق”.
من جهته، ندد بوريس جونسون رئيس كتلة المحافظين المناصرين لبريكست بمقترحات الاتحاد الاوروبي باعتبارها “خيار بين كسر المملكة المتحدة أو استعبادها” ودعا الى “رفضها الآن”.
وأكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس “نحن مستعدون لكل الاحتمالات. ومع أن الوقت يضغط الآن لكننا نعتقد أنه لازال من الممكن التوصل الى اتفاق بين المفوضية والمملكة المتحدة وسنبذل كل ما في وسعنا للتوصل الى ذلك في الايام القريبة”.
-“محبط ومخيب للآمال”-
وأكد المتحدث باسم المفوضية الاوروبية مارغاريتيس شيناس “نواصل العمل من أجل اتفاق، لكن عملنا للاستعداد لكافة الاحتمالات مستمر ويتكثف” في حال غياب اتفاق.
وسيكون على شركاء المملكة المتحدة ال 27 أن يقرروا الخطوات الواجب اتباعها خلال عشاء عمل الاربعاء قبل القمة الاوروبية بحضور ماي.
ويرجح ان تصدر عنهم رسالة مزدوجة مفادها أن المفاوضات متواصلة، لكن الاتحاد الاوروبي عليه الاستعداد لفرضية فراق دون اتفاق “ليس لان الاتفاق بات غير ممكن بل لآن العد العكسي بدأ”.
بدوره، عبر وزير الخارجية الاسباني جوسيب بوريل عن ثقته الاثنين قائلا “لن يحدث أي شيء قبل القمة، لن يكون لدينا اتفاق هذا الاسبوع، لكن لا ينبغي التهويل. لازال هناك وقت. لا زال امامنا شهر. ويصعب علي تخيل أننا لن نتوصل الى اتفاق”.
لكن الايرلنديين يبدون قلقا بعد فشل مفاوضات نهاية الاسبوع. وقال سيمون كوفيني وزير الخارجية الايرلندي “الامر محبط ومخيب للآمال من وجهة نظر ايرلندية، لأن ايرلندا هي البلد الأكثر تعرضا لانعكاسات بريكست”.
وأوضح “بالنسبة الينا يتعين الوفاء بالتزامات قطعت سابقا. وهذا ما أردده باستمرار، وما لا تتوقف الحكومة الايرلندية عن ترداده”.
وتعثرت المفاوضات مجددا في نهاية الاسبوع الماضي بشأن صعوبة ضمان ان لا يؤدي بريكست الى عودة الحدود بين جمهورية ايرلندا العضو في الاتحاد الاوروبي وايرلندا الشمالية المقاطعة التابعة للمملكة المتحدة.
وأوضح احد اعضاء الوفود ان “المفاوضين حاولوا في الاجتماعات الاخيرة اعداد تصور لكن البريطانيين رفضوه” مضيفا بلهجة تحذير “هناك مأزق في هذه المرحلة، لكنه ليس نهائيا. ويعود للبريطانيين أمر حسمه”. (أ ف ب)