السلايدر الرئيسيمال و أعمال
الظروف الاقتصادية والشروط التعسفية من أهم مسببات العنوسة في قطاع غزة
محمد عبد الرحمن
– غزة – من محمد عبد الرحمن – هن كثيرات في قطاع غزة، ذات الملامح الجميلة الحاصلات على درجات علمية، ونجحن في تحقيق حلمهن في التعليم. إلا أن أنهن لن يحققن الحلم التي تحلم فيه كل فتاة “الزوج والأبناء” فالظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، وغلاء المهور أدوا إلى تراجع نسب الزواج وزيادة العنوسة لدى الفتيات.
تظل العنوسة من أشد المشكلات التي تواجه وتؤرق فتيات غزة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وتفشي البطالة بأرقام قياسية. رغم ذلك إن غلاء المهور من أهم أسباب ارتفاع نسبة العنوسة، عبد الرحمن “27 عاماً” تقدم إلى خطبه فتاة، طالبه والدها بمهر كبير فاق مقدرته.
ويقول” الكثير من أهالي الفتيات يحتملوا مسؤولية تأخر بناتهن في الزواج” ليصبحن عوانس” بسبب المغالاة في المهور وتكاليف الزفاف، فالبطالة في غزة من أسباب عدم إقبال الشباب على الزواج، وهم لا يستعطون دفع مهور مرتفعة نظراً لظروفهم القاسية”.
شروط تعسفية
في حين تقول حنان(26عاماً)، قبل عدة سنوات تقدمت لخطبتي إحدى الأمهات لابنها ، وبالرغم من كوني على قدر من الجمال؛ إلا أنها صرحت لي بأنني لست الفتاة التي تبحث عنها، وأن لديها شروط معينة للفتاة التي ترغب بها زوجة لابنها “.
أضافت” لم يتوقف حديث الأم الخاطبة عند هذا الحد، حيث أوضحت أنها لا تستطيع أن تقدم مهراً باهظاً، لعروس ابنها وأنه لن يزيد عن 2000 دينار فقط ” فرفضت، وبعدها أصبحت أرفض إلا أن أصبح لا يتقدم لي أحد”.
طابور العرسان
وأبدت غدير “27”عاماً عن شعورها بالندم عمن وصفتهم بـ”طابور العرسان” اللذين رفضتهم وهى في سن مبكرة بحجه إكمال تعليمها الجامعي، وطموحها في وظيفة ما. مشيرةً إلى أن الفتاة في غزة إذا وصل عمرها إلى 25عاما يصبح من الصعب التقدم لخطبتها احد.
وللحصار أيضا يلعب دورا كبير في عدم وجود مواد البناء والتي تصعب على الشباب بناء بيت للزواج وأيضا الصعوبات الأسرية والمشاكل التي يعيشونها سماح”28″ والتي تقدم لخطبتها الكثيرين ولكن والدها كان يرفض كون المتقدمين ميسوري الحال، منهم من لا يمتلك شقة سكنية، وأخرون لا يوجد لديهم المهر الذي يطلبه أولياء الأمور .
تقول في حديثها لـ””: “منذ أن كنت في الجامعة وكان يتقدم لخطبتي الكثير من الشباب، وفي كل مرة يقدم لي شاب يذهب ولا يعود، لان والدي كان لا يوافق على أى شخص ليس لديه شقة سكنية ملكه، ـوأن يدفع المهر كاملاً والظروف الاقتصادية التي نعيشها، لا تسمح للجميع توفير شقة أو تأمين المهر بالكامل .
وتتابع” في بعض الأحيان كنت أوافق أن أعيش مع احدهم في بيت العائلة، بشرط أن يكون هناك تفاهم ،لان التفاهم هو أساس كل شيء ،وأيضا وافقت في أحد المرات على شاب سيدفع نصف المهر؛ ولكن والدي رفض وبشدة؛ وفي كل مرة بفعل ذلك إلا أن أصبح لا أحد يطرق بابنا واصطففت في طابور العوانس .
ويؤكد أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الإسلامية في غزة د. جميل الطهرواي، أن الآثار النفسية وراء غلاء المهور في المجتمع الفلسطيني، وأشار إلى بعض المحطات النفسية ذات العلاقة، بغلاء المهور مع الإقرار المسبق بصعوبة فصل الجانب النفسي عن الجانب الاجتماعي,
عنوسة الفتاة
وأوضح الطهراوي أن طلب الأسرة لمهر غالي لابنتها يتسبب في عنوستها، مما يلحق بها أثاراً نفسية سيئة تزداد معاناتها مع العمر، لافتاً إلى أن الشاب المتقدم للزواج يشعر بالإحباط النفسي عندما يطلب منه مهراً مكلفاً لا يطيقه.
يكمل حديثه” أهم الأسباب التي تقف وراء تعنت الآباء والأسر في مسألة المهر والمطالبة بمهور مرتفعة, هي” الحصار المفروض على قطاع غزة, وارتفاع الأسعار، والأوضاع الاقتصادية المتردية” إضافة إلى اعتقاد بعض الأسر بأنه كلما ارتفعت قيمة المهر كلما عكس قيمة ومكانة المرأة، والتفاخر والتأهيل الاجتماعي”.
التوحد على القواعد الشرعية
ويقول” رئيس ديوان القضاء الشرعي في قطاع غزة حسن الجوجو”إن الحل لمشكلة العنوسة تتمثل في التوحد على القواعد الشرعية وعدم الوقوف على معايير مادية جامدة, فالدين الإسلامي ينظر من ناحية التيسير في كل الأمور، فلا يوجد حد أعلى أو أدنى للمهور, مضيفاً “هناك ما يسمى مهر المثل وهو المهر الواجب للزوجة بحكم الواقع الاجتماعي.”
ويوضح أن غلاء المهور مشكلة عقدها الناس على أنفسهم, فالمهر حق مشروع للزوجة على زوجها والأصل في مشروعيته الكتاب والسنة والإجماع، وحكمة الشرع من عدم تحديد المهر وتقديره حتى يقدر الزوج المهر وفق طاقته،
ودعا، رئيس ديوان القضاء الشرعي الأهل أن يرعوا ظروف الشباب لضمان حقوق ابنتهم المالية فالمتطلبات كثيرة والظروف صعبة, لافتاً إلى ضرورة التماس ظروف الآخرين وعدم التضييق على الخاطب والعمل بمعيار” الدين والأخلاق ” مثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم ” إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه.