السلايدر الرئيسيتحقيقات
الحرس الثوري يواصل تجنيد الأطفال العرب والآسيويين للقتال في سوريا
سعيد عبدالله
– بغداد – من سعيد عبدالله – كشفت مصادر سورية مطلعة أن ميليشيا الحرس الثوري الإيراني أنشأت أكثر من 10 معسكرات خاصة لتدريب الأطفال داخل الأراضي السورية لزجهم في المعارك الى جانب ميليشياتها في سوريا ونقل عدد آخر منهم الى اليمن والعراق ولبنان.
أطفال من مختلف الجنسيات لكن غالبيته من العرب السوريين والعراقيين واللبنانيين والفلسطينيين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 -17 عاما جندتهم ميليشيا الحرس الثوري الإيراني للقتال في سوريا ضمن صفوف الميليشيات التابعة لها، يتلقون تدريبات عسكريا وعقائدية يوميا في معسكرات خاصة داخل الأراضي السورية.
محمد هيثم، طفل سوري لم يتجاوز بعد عمره الـ12 عاما، انضم مؤخرا الى صفوف ميليشيات الأطفال التابعة لفيلق القدس في حلب، وتلقى لنحو شهرين تدريبا عسكريا وآخر عقائدي على يد مدربين من الميليشيات العراقية وميليشيا حزب الله اللبناني وضباط من فيلق القدس التابع للحرس الثوري في معسكر الشيباني شمال غرب دمشق وتحرسه ميليشيا حزب الله اللبنانية، تمكنت عن طريق أحد أقارب محمد أن تتحدث معه هاتفيا، وقال محمد “دربونا على استخدام السلاح وخوض حرب الشوارع وتنفيذ عمليات الاغتيال والتفجيرات، إضافة الى دروس دينية”، مشيرا الى أنه انضم الى الميليشيات الإيرانية مقابل وعود بإطلاق سراح أخيه المعتقل في سجون النظام السوري، إضافة الى تلقيه 300 دولار من هذه الميليشيات كمرتب شهري.
التحدث مع الميليشيات الأطفال أو الإقتراب من معسكراتهم يعتبر أمرا خطيرا، فالميليشيات الإيرانية تتكتم على هذه المعسكرات ولا تتوانى في تصفية من يكشف عنها أو ينقل صورا من داخلها، فحتى الموظفين والعاملين داخل هذه المعسكرات يضطرون الى ترك أجهزة الجوال خارجه ويمرون بعدة مراحل من التفتيش حتى الوصول الى أعمالهم.
المئات من هؤلاء الأطفال قتلوا خلال السنوات الماضية في المعارك التي خاضتها الميليشيات الإيرانية ضد المعارضة السورية لفرض سيطرتها على مساحات واسعة من الأراضي السورية ومساعدة نظام بشار الأسد في فرض سيطرته على كافة مناطق سوريا وبقائه في السلطة.
اطلعت “” على صور العشرات من قتلى الميليشيات الأطفال المنشورة على الصفحات الرسمية للميليشيات التابعة لإيران في العراق وصفحة ميليشيا لواء القدس الفلسطيني.
وكشفت منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية في تقريرها العالمي لعام 2017 الماضي، أن ميليشيا الحرس الثوري جندت أطفالا مهاجرين أفغان يعيشون في إيران للقتال في سوريا، مشيرة الى أن هؤلاء الأطفال الذين تبدأ أعمارهم من 14 عاما، قاتلوا ضمن صفوف “لواء فاطميون”، (ميليشيات أفغانية تابعة للحرس الثوري وحاربت إلى جانب الميليشيات الإيرانية الأخرى وقوات النظام السوري في الحرب السورية، وأشارت المنظمة “بموجب القانون الدولي، يُعتبر تجنيد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15عاما للمشاركة فعليا في أعمال حربية، جريمة حرب”.
وذكرت المنظمة في تقريرها إن باحثيها راجعوا صور شواهد القبور في المقابر الإيرانية، التي دفنت السلطات فيها جثث مسلحين قتلوا في سوريا، وتعرفوا على 8 أطفال أفغان حاربوا وقتلوا في سوريا. وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش “على إيران أن توقف تجنيد الأطفال فورا، وتعيد أي طفل أفغاني أرسلته للقتال في سوريا”.
بدوره بين مضر الاسعد، المتحدث الرسمي للمجلس الاعلى للعشائر والقبائل السورية المعارضة لنظام الأسد، الطرق التي يجند فيها الحرس الثوري الأطفال في سوريا، لـ””: “يجند الحرس الثوري الاطفال بثلاثة طرق، هي طريق المدارس على اساس تعليم الأطفال وتدريبهم ومن ثم زجهم في صفوف الميليشيات، اما الطريقة الثانية فتتمثل في تجنيد ابناء واخوان المطلوبين من قبل السلطات السورية والمعتقلين لديها، فبعد تجنيد أبنائهم واخوانهم تصدر لهم المليشيات الايرانية وبالتنسيق مع النظام السوري العفو، اضافة الى اغراء عائلات الاطفال باعطائها الاموال والمواد الاغاثية والاسلحة مقابل مشاركة أبنائها في المعارك ضمنا مع 15 كتيبة التابعة للحرس الثوري الايراني في سوريا”، موضحا أن التجنيد يكون بالترهيب والترغيب.
واردف الأسعد أن المرتب الذي يتقاضاه الطفل بعد الإنضمام في صفوف الميليشيات الإيرانية يتراوح مابين 150 الى 300 دولار أمريكي، مضيفا أن مؤسسة الجهاد والبناء التابعة للحرس الثوري الايراني التي افتتحت العديد من المقرات في المدن السورية تعمل هي الأخرى على تجنيد الأطفال في صفوف الميليشيات.
والى جانب معسكر الشيباني في ديمشق، توجد معسكرات أخرى خاصة بتدريب الأطفال في سوريا، أبرزها معسكر يقع في منطقة النيرب شرق مدينة ادلب شمال سوريا، وهو معسكر تابع لميليشيا لواء القدس الفلسطيني الذي يقوده فلسطيني يدعى (محمد سعيد) وهو من المقربين لقائد فيلق القدس الإيراني الإرهابي قاسم سليماني، ويتلقى أطفال فلسطينيون وسوريون التدريبات العسكرية في هذا المعسكر.
اما المعسكرات الأخرى فتقع في القصير جنوب مدينة حمص وفي حلب والمناطق الواقعة شرق نهر الفرات، وبالقرب من الحدود العراقية السورية، وتابع الأسعد “ايران تعمل حاليا على تثبيت قدمها في المناطق الواقعة في شرق الفرات، خصوصا في البوكمال والميادين والمناطق الأخرى الواقعة في تلك المنطقة، من خلال فتح المعسكرات لتدريب الشباب والأطفال”، كاشفا أن احدى هذه المعسكرات تقع داخل مستشفى مدني، اتخذته الميليشيات غطاء لتجنيد الشباب والأطفال في صفوفها.